للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشدائدها، والصبر أمدح أوصاف النفس، به تنحبس عن هواها، وعما زين من الشهوات المذكورة، بما تحقق من الإيمان بالغيب، الموجب لترك الدنيا للآخرة، فصبروا عن الشهوات، أما النساء فبالاقتصار على ما ملكوه، وأما البنون فبمراعاة أن ما تقدم خير مما تأخر، قال، - صلى الله عليه وسلم -، يعني [فيما -] رواه ابن ماجه عن أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه: "لسقط أقدمه بين يدي، أحب إلى من فارس أخلفه خلفي".

وأما الذهب والفضة فبالنظر إليها، أصناما يضر موجودها وبالحري أن ينال منها السلامة بنفقة لا يكاد يصل إنفاقها إلى أن يكون كفارة كسبها وجمعها، فكان الصبر عنها أهون من التخلص منها، وأما الخيل فلما يصحبها من التعزز الممد لخيلاء النفس، الذي هو أشد ما على النفس أن تخرج عن زهوها وخيلائها إلى احتمال الضيم والسكون بحب الذل، يقال إنه آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرئاسة.

<<  <   >  >>