شيء ولا يمنعه، وهي لا تصلح إلا لله، لأن مادونه لا ينفك عن عجز أو منع [انتهى] وهو صوت سمى به الفعل الذي هو استجب. وقد انعطف المنتهى على المبتدأ بمراقبة القسم الأول اسم الله، فحازوا ثمرة الرحمة، وخالف هذان القسمان، فكانوا من حزب الشيطان، فأخذتهم النقمة.
وعلم أن نظم القرآن، على ما هو عليه، معجز، ومن ثم اشترط في الفاتحة في الصلاة، لكونها واجبة فيها، الترتيب، فلو قدم فيها أو أخر لم تصح الصلاة [وكذا لو أدرج فيها ما ليس منها للإخلال بالنظم] هـ.
وقال في تفسيره: القرآن باطن، وظاهره، محمد - صلى الله عليه وسلم -، قالت عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن" فمحمد، - صلى الله عليه وسلم -، صورة باطن صورة القرآن، فالقرآن باطنه وهو ظاهره، {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ}.
وقال في تفسير الفاتحة: وكانت سورة الفاتحة أما للقرآن، لأن القرآن جميعه مفصل من مجملها، فالآيات الثلاث الأول شاملة لكل معنى تضمنته الأسماء الحسنى، والصفات العلى، فكل ما في القرآن من ذلك فهو مفصل من جوامعها، والآيات الثلاث الأخر من قوله {اهْدِنَا} شاملة لكل ما يحيط بأمر الخلق في الأصول إلى الله، والتحيز