فقال: والذي نفسي بيده، إنها للحظة التي عرضت على بني إسرائيل أن يقولوها فبدلوها - انتهى.
{يَغْفِرُ} والغفر،
قال الْحَرَالِّي: ستر الذنب أن يظهر منه أثر على المذنب، لا عقوبة ولا ذكر، ثم قال: ففي قراءة {نَغْفِرْ} قول من الحق ومن هو من حزبه من الملائكة والرسل، وفي قراءة:{تَغْفِرْ} إبلاغ أمر خطابهم بما يفهمه التأنيث من نزول القدر، وفي قراءة الياء توسط بين طرفي ما يفهمه علو قراءة النون، ونزول قراءة التاء، ففي ذلك بجملته إشعار بأن خطاياهم كانت في كل رتبة مما يرجع إلى عبادة ربهم وأحوال أنفسهم ومعاملتهم مع غيرهم من أنبيائهم وأمثالهم، حتى جمعت خطاياهم جميع جهات الخطايا الثلاث، فكأنهم ثلاثة أصناف: صنف بدلوا، وصنف اقتصدوا، وصنف أحسنوا، فيزيدهم الله مالا يسعه القول: و {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}. انتهى.
{خَطَايَاكُمْ} والخطايا جمع خطيئة، من الخطأ، وهو الزلل عن الحد عن غير تعمد، بل مع عزم الإصابة، أو ود أن لا يخطىء - هكذا
قال الْحَرَالِّي.
{وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
قال الْحَرَالِّي: جمع محسن، من الإحسان وهو البلوغ إلى الغاية في حسن العمل، فيكون مع الخلق رؤية المرء نفسه في غيره، فيوصل له من البر ما يجب أن يفعل معه، ورؤية العبد ربه في عبادته، فالإحسان فيما بين العبد وربه أن يغيب عن نفسه، ويرى ربه، والإحسان فيما بين العبد وغيره أن يغيب عن