المحسوس، كأنه علم ظاهر، ففيه إنباء بأن أدنى ما جاءه من العلم مظهر لإبطال ما هم عليه في وجوه تلبيسهم وأهوائهم.
{حَقَّ تِلَاوَتِهِ}
قال الْحَرَالِّي: وحقية الأمر هي وفاؤه إلى غايته، والإحاطة به إلى جماع حدوده حتى لا يسقط منه شيء، ولا يقصر فيه غاية، إشعارا باشتمال الكتاب على أمر محمد، - صلى الله عليه وسلم -.
{فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
قال الْحَرَالِّي: فلبعده بالتقدم كرره تعالى؛ إظهارا لمقصد التئام آخر الخطاب بأوله، وليتخذ هذا الإفصاح والتعليم أصلا لما يمكن أن يرد من نحوه في سائر القرآن، حتى كأن الخطاب إذا انتهى إلى غاية خاتمة، يجب أن يلحظ القلب بداية تلك الغاية فيتلوها، ليكون في تلاوته جامعا لطرفي البناء، وفي تفهمه جامعا لمعاني طرفي المعنى - انتهى.
{وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ}
قال الْحَرَالِّي: أجراها، تعالى، في هذا التكرار على حدها في الأول، إلا ما خالف بين الإيرادين في قوله:{وَاتَّقُوا يَوْمًا} إلى آخره، ليجمع النبأ في كل واحد من الشفاعة والعدل بين مجموع الردين من الأخذ والقبول، فيكون شفاعتها لا مقبولة ولا نافعة، ويكون عدلها لا مأخوذا ولا مقبولا، وذلك لأن