الإبراهيمية، واللاحقة بحسب الدين المحمدي، كان - صلى الله عليه وسلم - يقول في الصباح:"أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد، - صلى الله عليه وسلم -، وعلى ملة أبينا إبراهيم، - صلى الله عليه وسلم - " فخص المحمدية بالدين، والإبراهيمية بالملة، لينتظم ابتداء الأبوة الإبراهيمية بطرائف أهل الكتاب، سابقهم ولاحقهم، بنبأ ابتداء الأبوة الآدمية في متقدم قوله تعالى:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} الآيات. لينتظم رؤس الخطابات بعضها بببعض، وتفاصيلها بتفاصيلها، وليكون إظهار ذلك في سورة سنام القرآن أصلا لما في سائره من ذلك، وذكر قبل ذلك أن الملة ما يدعو إليه هدى العقل المبلغ عن الله توحيده من ذوات الحنيفيين، وأن الدين الإسلام، والإسلام إلقاء ما باليد ظاهراً وباطنا، وذلك إنما يكون عن بادي غيب التوحيد. انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: لما وصل الحق، تعالى، بالدعوة العامة الأولى في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} ذكر أمر آدم، وافتتاح استخلافه، ليقع بذلك جمع الناس كافة في طرفين، في اجتماعهم في أب واحد ولدين واحد - نظم تعالى بذلك وصل خطاب أهل الكتاب بذكر إبراهيم، ليقع بذلك اجتماعهم أيضا في أب واحد، وملة واحدة، اختصاصا بتبعية [الإمامة] الإبراهيمية من عموم تبعية الخلافة الآدمية، تنزيلا للكتاب، وترفيعا للخلق إلى علو اختصاص الحق، فكما ذكر، تعالى، في