للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حيث هو ظاهر بخلق، فنبههم على الاعتبارين إنزال الماء الذي لهم منه تراب، ومنه شجر، وبه حياة الحيوان، ومنه مرعاهم.

{وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ}

وقال الْحَرَالِّي: لما ذكر، تعالى، الأعلى والأسفل، ومطلع الليل والنهار من الجانبين، وإنزال الماء إهواء، ذكر ما يملأ ما بين ذلك من الريح والسحاب الذي هو ما بين حركة هوائية إلى استنارة مائية، إلى ما يلزم ذلك من بوادي نيراته؛ من نحو صواعقه وجملة أحداثه. فكان في هذا الخطاب اكتفاء بأصول من مبادئ الاعتبار، فذكر السماء والأرض والآفاق وما بينهما من الرياح والسحب والماء المنزل الذي جملته قوام الخلق في عاجل دنياهم، ليجعل لهم ذلك آية على علو أمر وراءه، ويكون كل وجه منه آية على أمر من [أمر] الله، فيكون آيات، لتكون في السماء آية على علو أمر الله، فيكون أعلى من الأعلى، وتكون الأرض آية على باطن أمر الله، فيكون أبطن من الأبطن، ويكون اختلاف الليل والنهار آية على نور بدوه وظلمة غيبته، مما وراء أمر الليل والنهار، ويكون ما أنزل من الماء لإحياء الأرض وخلق الحيوان، آية ما ينزل من نور علمه على القلوب، فتحيا بها حياة تكون حياة الظاهر

<<  <   >  >>