الأخرى، لأن من يكفر ذنبه حتى في الآخرة، ومن بقي عليه جناية فأخذ بها فهو في حال ذلك ممن لا يموت فيها ولا يحيى، لأن المعاقب في حال عقوبته لا يجد طعم الحياة لغلبة ألمه، ولا هو في الموت لإحساسه بعقوبته - انتهى.
{يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}
قال الْحَرَالِّي: وهو باطن العقل الذي شأنه أن يلحظ أمر الله في المشهودات، كما شأن ظاهر العقل [أن] يلحظ الحقائق من المخلوقات، فهم الناظرون إلى ربهم في آياته - انتهى.
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
قال الْحَرَالِّي: وفي إبهام {لَعَلَّ} التي هي من الخلق، كما تقدم، تردد، إعلام بتصنيفهم صنفين:[بين من -] يثمر ذلك له تقوى. وبين من يحمله ذلك ويزيده في الاعتداء - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: لما أظهر، سبحانه وتعالى وجوه التزكية في هذه الخطابات. وما ألزمه من الكتاب، وعلمه من الحكمة، وأظهر استناد ذلك كله إلى تقوى تكون وصفا ثابتا، أو استجداد معالجا، حسبما ختم به آية:{لَيْسَ الْبِرَّ}