حتى تلقاه، فتكون معه على النكاح السابق، ليكون للأمة في أزواجهم لمحة حظ من تحريم أزواج نبيهم بعده، اللاتي يقمن بعده إلى أن يلقينه أزواجا بحالهن، فيكون ذلك لمن يستشرف، من خواص أمته، إلى اتباعه في أحكامه وأحكام أزواجه، لأن الرجال مما يستحسنون ذلك لأزواجهم، فمن أشد ما يلحق الرجل بعد وفاته تزوج زوجه من بعده، لأنها بذلك كأنها هي المطلقة له، ولذلك ورد أن المرأة إنما تكون لآخر زوج، لأنها تركت الزوج، ولم يتركها هو، قال، - صلى الله عليه وسلم -: "أنا وسفعاء الخدين، حبست [نفسها على] يتاماها حتى ماتوا، أو بانوا، كهاتين في الجنة" كأنه، - صلى الله عليه وسلم -، أكد ذلك المعنى على من ترك لها المتوفى ذرية، لأنه أثبت عهد معه - امنهى.
{وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وفي ضمنه، كما
قال الْحَرَالِّي، تهديد شديد للأولياء، إن لم ينفذوا ويمضوا هذه الوصية بما ألزم الله.
ففي إلاحته أن من أضاع ذلك ناله من عزة الله عقوبات في ذات نفسه وزوجه ومخلفيه من بعده، ويجري مأخذ ما تقتضيه العزة على وزن الحكمة جزاء وفاقا، وحكما قصاصا.
وهذه الآية مما ذكر فيها بعض الناس النسخ، وإنما هي مما لحقها