لهم أمر العظمة والجبروت الجابر لأهل الملكوت والملك فيها هم مصرفون إلى علو رتبة دين الله المرضى، الذي لالبس فيه ولا حجاب عليه ولا عوج فيه، وهو اطلاعه، سبحانه وتعالى، عبده على قيوميته الظاهرة بكل باد، وفي كل باد، وعلى كل باد، وأظهر من كل باد، وعظمته الخفية التي لا يشير إليها اسم، ولا يجوزها رسم، وهي مداد كل مداد، بين، سبحانه وتعالى، وأعلن بوضع الإكراه الخفي موقعه في دين القيمة، من حيث ما فيه من حمل الأنفس على كرهها فيما كتب عليها، مما هو علم عقابها وآية عذابها، فذهب بالاطلاع على أمر الله في قيوميته وعظمته كره النفس بشهودها جميع ماتجري فيه لها ما عليها {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} بما استشعرته قلوبهم من ماء التوحيد الجاري تحت مختلفات أثمار أعمالهم، فعاد حلوه ومره بذلك التوحيد حلوا، كما يقال في الكبريت الأحمر الذي يقلب أعيان الأشياء الدنية إلى حال أرفعها - انتهى.
{قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ}
قال الْحَرَالِّي: وهو حسن التصرف في الأمر والإقامة عليه، بحسب ما يثبت ويدوم، {مِنَ الْغَيِّ} وهو سوء التصرف في الشيء وإجراؤه على ما تسوء عاقبته - انتهى.