من الله كل ماهية ممهاة، وكل معنوية ممعناة، وكل حقيقة محققة، فالطبع وما فيه جعل من الله، من جهله ألحد، (٣٣٢) ومن تحققه وحد.
كذلك المعقول وما فيه أقباس من الله وإرادة من أمر الله، من تقيد به وأعتقده لاينفك نسبة الحد في الطبع، وأحتاج إلى ملجإ فتن التأويل في غيب الشعر، وكل ماسوى الحق موضوع معطى حظا وحداً ينال ما أعطى، ويعجز عما فوقه، للعقول حد تقف عنده لاتتعداه، فلذلك جعلها تعالى طوائر يقهرها قفص الصورة وتمام التسوية، ويظهر تماسكها نفح الروح - انتهى.
{فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} قال الحرالى: من الصور وهو استمالة القلوب بالإحسان حتى يشتد إلى المستميل صغوها وميلها.
وإشعاره ينبىء، والله سبحانه وتعالى أعلم، أن إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، رباهن وغذاهن حتى عرفنه ليكون ذلك مثل لما لله، سبحانه وتعالى، في خلقه من تربيتهم بخلقهم ورزقهم، حتى عرفوه بما أحتاجوا إليه، فوجدوه معرفة عجز عنه، لا معرفة نيل له، فمتى دعاهم من أقطار الآفاق أجابوه إجابة