للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خوف الفقر إباق العبد عن ربه، والفقر فقد ما إليه الحاجة في وقت من قيام المرء في ظاهره وباطنه - انتهى.

{وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}

وقال الْحَرَالِّي: وكل ما اجتمعت عليه استقباحات العقل والشرع والطبع فهو فحشاء، وأعظم مراد بها هنا البخل، الذي [هو -] أدوأ داء، لمناسبة ذكر الفقر، وعليه ينبني شر الدنيا والآخرة، ويلازمه الحرص، ويتابعه الحسد، ويتلاحق به الشر كله. [انتهى] وفيه تصرف.

{وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}

قال الْحَرَالِّي: وفي إشعاره توهين لكيد الشيطان، ووعد كريم للمفتون بخوف الفقر، وعمل الفحشاء، لما علمه من ضعف الأنفس، وسرعة قبولها من الوسواس - انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: ولما أبدى، سبحانه وتعالى، أمر الآخرة وأظهر ما فيها، وبين أمر الدنيا من الترتيب والتسبيب، ورجع بعضها على بعض عودا على بدء، أنبأ تعالى أن ذلك من حكمته، وأنهى الحكمة لما فيها من استيفاء حكمة الدارين، فليس الحكيم من علم أمر الدنيا، بل من علم أمر ما بين الدنيا والآخرة، فداوى أدواء الدنيا بدواء الآخرة، وداوى النفس بدواء الدارين، وضم

<<  <   >  >>