لشبه كل منهما [بالآخر، بحيث يخفى خصوص كل واحد منهما -].
ثم قال: وهن الآي التي أخبر الحق، سبحانه وتعالى، فيهن عن نفسه وتنزلات تجلياته ووجوه إعانته لخلقه، وتوفيقه وإجرائه ما أجرى من اقتداره وقدرته في بادي ما أجراه عليهم، فهن لذلك متشابهات، من حيث إن نبأ الحق عن نفسه، لا تناله عقول الخلق، ولا تدركه أبصارهم، وتعرف لهم فيما تعرف بمثل من أنفسهم، فكأن المحكم للعمل، والمتشابه لظهور العجز، فكان لذلك حرف المحكم أثبت الحروف عملا، وحرف المتشابه أثبت الحروف إيمانا، واجتمعت على إقامته الكتب الثلاث، واختلفت في الأربع اختلافا كثيرا، فاختلف حلالها وحرامها، وأمرها ونهيها، واتفق على محكمها ومتشابهها - انتهى.
{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ}
وقال الْحَرَالِّي: هو ميل المائل إلى مايزين لنفسه الميل إليه، والمراد هنا أشد الميل الذي هو ميل القلب عن