يغنيه فلا يستغني، ويكفيه فلا يكتفي، ويريه مصارف سد خلاته وحاجاته فلا ينصرف إليها ولا يتوجه نحوها، فهو، سبحانه وتعالى، يعذب من تعرف له بنفسه فلم يعرفه، أشد من عذاب من تعرف له بآياته فلا يعتبر بها، بما أن كل ما أبداه من نفسه بلا واسطة فهو أعظم مما أبداه بالواسطة من نعيم وعذاب، فلا أعظم من نعيم من تعرف له بنفسه فعرفه، ولا أشد من عذاب من تعرف له بنفسه فأنكره - انتهى.
{وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}
وقال الْحَرَالِّي: ولما كان الزائل أبدا مؤذنا بترك الاعتماد [عليه -]، أقام، تعالى، على المتمسك بما دونه حجة بزواله، فلا يستطيع الثبات عليه، عندما تناله [الإزالة] والإذهاب، ويصير الأمر كله لله، فأعلم أن المصير المطلق إلى الله، سبحانه وتعالى، فمن تعرف إليه فعرفه نال أعظم النعيم، ومن تعرف إليه فأنكره نال أشد الجحيم - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: ولما كان حقيقة ما نهى عنه في الولاية والتقاة أمرا باطنا