للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من رأى أصحاب أصحاب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نحن، فيفتح لهم ((١)، يقول شيخ الإسلام: "وحديث سعيد هذا يدل على شيئين: على أن صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - هو من رآه مؤمناً به وإن قلت صحبته ... " (٢).

أما الحافظ ابن حزم الأندلسي فقد أورد تعريفاً للصحابة مفصلاً أكثر من التعاريف السابقة، فيقول: "أما الصحابة - رضي الله عنه - فهم كل من جالس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو ساعة وسمع منه ولو كلمة فما فوقها، أو شاهد منه (أمراً يعيه، ولم يكن من المنافقين الذين اتصل نفاقهم واشتهر حتى ماتوا على ذلك، ولا مثل من نفاه (باستحقاقه كهيت المخنث ومن جرى مجراه، فمن كان كما وصفنا أولاً فهو صاحب" (٣). ففصَّل - رحمه الله - في تعريف الصحابي وكأنه يضع ضوابط لمعرفة الصحابي، فأول ضابط هو المجالسة ولو ساعة، وهذا الضابط ذكره الإمام أحمد في تعريفه، وهو توسيع لدائرة الصحبة، كما أنه جعل من ذلك السماع من الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو كلمة وما فوقها، فبهذا يكون رد السلام من الرسول - صلى الله عليه وسلم - يُدْخِلُ في دائرة الصحبة.


(١) صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، رقم ٦٤٦٧، ص ١١١٠.
(٢) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، ٢٠/ ٢٩٨.
(٣) الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم الأندلسي، ٥/ ٨٩.

<<  <   >  >>