للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حفراً ونقشاً بالذهب فجعله كشتاسب في موضع بأصطخر ومنع من تعليمه العامة (١).

والزرادشتية هي المجوسية، والزرادشة هم المجوس الذين ذكروا في القرآن الكريم، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (٢).

ويعتقد الزرادشة أن الله - عز وجل - جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين وأحف بها سبعين من الملائكة المكرمين وغرسها في قمة جبل يعرف بـ "اسمويذخر"، ثم مازج "شبح زرادشت" بلبن بقرة فشربه أبو زرادشت فصار نطفة ثم مضغة في رحم أمه، وبذلك ولد "زرادشت" نبي المجوس، ويشير الشهرستاني إلى أن المجوس لهم نبي سابق لزرادشت وهو "كيومرث"، وهو المبدأ الأول، وزرادشت هو النبي الثاني، وقد ورد في تواريخ الهند والعجم أن "كيومرث" هو آدم - عليه السلام -، ونشأت عنه فرقة الكيومرثية الذين أثبتوا أصلين لله وهما "يزدان" وهو النور، و"أهرمين" وهو الظلمة، و"يزدان" أزلي قديم و"أهرمين" محدث مخلوق من فكرة رديئة في نفس "يزدان" غير مناسبة لطبيعة النور مما أدى إلى حدوث الظلام من هذه الفكرة، وسمي "أهرمين"، وكان مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والفسق (٣).


(١) انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير، ١/ ١٢٤.
(٢) سورة الحج، الآية: ١٧.
(٣) انظر: الملل والنحل، الشهرستاني، القسم الأول، الجزء الثاني، ص ١٩٤ - ٢٠١.

<<  <   >  >>