للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الخالق سبحانه لما خلق الأفلاك متحركة أعظم حركة دارت عليه فأحرقته ولم يقدر على ضبطها وإمساك حركتها، والفرقة الأخرى قالت: إن الأشياء ليس لها أول البتة، وإنما تخرج من القوة إلى الفعل، فإذا خرج ما كان بالقوة إلى الفعل تكونت الأشياء مركباتها وبسائطها من ذاتها لا من شيء آخر" (١). وأفكار الدهريين هذه وعقيدتهم قديمة وإن كانت في العصور المتأخرة تحت اسم الإلحاد، وفي ذلك يقول الدكتور عبدالرحيم المغذوي: "ليس الإلحاد وليد العصر الحاضر، وإنما هو من مخلفات أهل القرون الماضية" (٢). والدهريون هم الملاحدة في هذا العصر وإن اختلفت التسمية، فلو نظرنا إلى تعريف الدهرية وقارناه بتعريف الملاحدة لوجدناها بنفس المعنى، فالدهرية في موسوعة الأديان هي من فرق أهل الغلو نفوا الربوبية وجحدوا الصانع المدبر العالم القادر وزعموا أن العالم لم يزل موجوداً كذلك بنفسه لا بصانع، ولم يزل الحيوان من النطفة، والنطفة من الحيوان، وكذلك كان وكذلك يكون، والدهريون ينكرون البعث والحساب ويردون كل شيء إلى فعل الأفلاك ولا يعرفون الخير ولا الشر وإنما المنفعة واللذة (٣).

أما تعريف مصطلح الإلحاد "فهو إنكار وجود الإله، وهو مصطلح متعلق بمفهوم اللاأدرية الذي يعتقد استحالة معرفة شيء عن طبيعة الخالق أو ما ليس مادياً" (٤).


(١) إغاثة اللهفان، ابن القيم، ص ٤٩٨ - ٤٩٩.
(٢) الأسس العلمية لمنهج الدعوة الإسلامية، عبدالرحيم المغذوي، ٢/ ٦٤٠.
(٣) انظر: موسوعة الأديان الميسرة، مجموعة من المؤلفين، ص ٢٤٨.
(٤) معجم الأفكار والأعلام، هتشنسون، ترجمة: خليل راشد الجيوسي، ص ٤١.

<<  <   >  >>