للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ومن أسماء الله عز وجل الرحمن الرحيم]

قال أهل التأويل هما اسمان رقيقان أحدهما أَرَقُّ من الأخر. فقوله الرحمن يجْمع كل معانى الرحمة من الرأفة والشّفقة والحنان واللطف والعطف.

(١ - ٢٠٥) قال عبد الله بن عباس: قوله عز وجل: { ... هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)} (١) قال: ليس أحدٌ يسمى الرحمن غيره (٢).

(٢ - ٢٠٦) وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: أنا الرحمن خلقت (٣) الرحم وشققت لها اسما من اسمى» (٤).

وهذا الخبر يدل على أن جميع أفعال الله عز وجل مُشتقة من أسمائه بخلاف المخلوق مثل الرازق والخالق والباعث والوهاب ونحوها تقدم أسماؤه على أفعاله بمعنى أنه يخلق ويرزق ويبعث ويهب ويحيى ويميت وأسماء المخلوق مشتق من أفعالهم.

(٣ - ٢٠٧) أخبرنا عبد الله بن جعفر البغدادى (٥) بمصر. قال: حدثنا يحيى بن


(١) سورة مريم، آية: ٦٥.
(٢) تخريجه: رواه الحاكم. وقال: صحيح الإسناد ٣٧٥/ ٢.
- وقال السيوطى: أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه والبيهقى فى شعب الإيمان عن ابن عباس. (الدر المنثور ٢٧٩/ ٤).
(٣) فى أبى داود: (وهى الرحم).
(٤) تخريجه: رواه أحمد ١٩٤/ ١٠. وأبو داود (١٦٩٤) والحاكم وصححه (١٥٨/ ٤) ووافقه الذهبى والترمذى (١٩٠٧) وصححه كلهم من حديث عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه.
(٥) الثقة، أبو محمد، عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد بن زنجويه البغدادى ثم المصرى، راوى السيرة، مات فى ثامن رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة قاله يحيى بن الطحان. (سير أعلام النبلاء ٣٩/ ١٦).

<<  <   >  >>