للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيان آخر

يدل على ما تقدم من ذكر النفس على معنى الثناء

والمدح لله عز وجل

(٧ - ٤٣٠) اخبرنا أحمد بن محمد بن زياد (١)، ومحمد بن يعقوب (٢) قالا: ثنا الحسن بن على بن عفان، ثنا أبو أسامة، حدثنى عبيد الله بن عمر، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبى هريرة، عن عائشة قالت:

فقدت رسول الله صلّى الله عليه وسلم ذات ليلة فأتيت إليه وهو ساجد وقدماه منصوبتان، وهو يقول: «اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك» (٣).


(١) أحمد بن محمد بن زياد، هو أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم، الإمام المحدث القدوة، الصدوق، الحافظ، شيخ الإسلام، آبو سعيد بن الأعرابى البصرى الصوفى نزيل وشيخ الحرم «سير أعلام النبلاء» (٤٠٧/ ١٥).
(٢) لعله الأصم، أو الشيبانى، وكلاهما من شيوخه الذين أكثر عنهم، وسبقت تراجمهم.
(٣) تخريجه، رواه مسلم (٤٨٦).
قال الامام أبو سليمان الخطابى رحمه الله تعالن: فى هذا معنى لطيف، وذلك أنه استعاذ بالله تعالى أو سأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضاء والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والعقوبة، فلما صار إلى مالا ضد له، وهو الله سبحانه وتعالى استعاذ به منه لا غير.
ومعناه: الاستغفار من التقصير فى بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه. (شأن الدعاء ص ١٥٠ بتصرف).
وقوله: «لا أحصى ثناء عليك» أى لا أطيقه، ولا آتى عليه، وقيل: لا أحيط به.
وقال مالك رحمه الله تعالى: معناه لا أحصى نعمتك، وإحسانك، والثناء بها عليك، وإن اجتهدت فى الثناء عليك.
وقوله: «أنت كما أثنيت على نفسك» اعترافا بالعجز عن تفصيل الثناء، وأنه لا يقدر

<<  <   >  >>