للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيان آخر يدل على ما تقدم

وأن الله تعالى كلم جبريل عليه السلام والملائكة لما خلق الجنة والنار

(٥٤ - ٦٧٠) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمزة، ومحمد بن محمد بن يونس، قالا: ثنا أبو داود، ثنا وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبى صالح، عن أبيه، عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة سيارة فضلا يتلمسون مجالس الذكر فإذا أتوا على قوم يذكرون الله جلسوا فأظلوهم بأجنحتهم ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا قاموا عرجوا إلى ربهم عز وجل فيقول - وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولوا: جئنا من عند عباد لك يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويستجيرون بك من عذابك ويسألون جنتك، فيقول الله عز وجل: وهل رأوا جنتى ونارى؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوها، فقد أجرتهم مما استجاروا، وأعطيتهم ما سألوا فيقال: إن فيهم رجل مر بهم وقعد معهم، فيقول: قد غفرت له، إنهم القوم لا يشقى جليسهم» (١) رواه ابن القاسم، وعبدالعزيز بن المختار، ورواه الأعمش عن أبى صالح، عن أبى هريرة، وعنه مشهور.

(٥٥ - ٦٧١) أخبرنا على بن عيسى بن عبدوية، وعلى بن محمد بن نصر قالا:

ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن سهيل بن أبى صالح، عن أبيه، عن أبى هريرة، عن النبى صلّى الله عليه وسلم قال.

«إن لله ملائكة فضلاً يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر جلسوا معهم، حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا، ولا يزالون جلوساً معهم حتى يتفرقوا، فإذا تفرقوا صعدوا، أو عرجوا إلى السماء فسألهم الله عز وجل - وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: أتينا من عند عباد لك فى الأرض يحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويسبحونك ويسألونك، قال: وما يسألون؟ قالوا: يسألونك جنتك، فيقول: وهل رأوا جنتى؟ فيقولون: لا يارب، فيقول: كيف لو رأوا جنتى؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيرون؟ قال: فيقولون: من نارك، قال: فيقول: وهل رأوا نارى؟ قال: فيقولون: لا يارب، قال: فيقول: فكيف لو رأوا نارى؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: يقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، فيقولون: فيهم فلان عبدك الخطاء،


(١) تخريجه، رواه مسلم (١٨٢١)، وأحمد (٣٥٨/ ٢، ٣٥٩) وفى غير موضع.

<<  <   >  >>