كانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه، تصير هامة، فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه». «النهاية» (٢٨٣/ ٥). (١) تخريجه، رواه مسلم (٢٧٢٦). وانظر رقم (٤٢٩)، فقد رواه المؤلف هناك بطرق منها طريقه الأول هنا. وهذا أيضاً من الأدلة على أن إثبات صفة الكلام لله عز وجل. قال إمام الأئمة ابن خزيمة فى كتاب «التوحيد»: «سبحان الله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته» ففرق بين خلق الله، وبين كلماته، ولو كانت كلمات الله من خلقه لما فرق بينهما، ألا تسمعه حين ذكر العرش الذى هو مخلوق نطق صلّى الله عليه وسلم بلفظة لا تقع على العدد، فقال: زنة عرشه؟ والوزن غير العدد، والله - جل وعلا - قد أعلم فى محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من الخلق، ودل ذوى الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته، وأن الاحصاء من الخلق لا يأتى عليها قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً والآية المفسرة لهذه الآية: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ، فلما ذكر الله الأقلام، دل ذوى العقول بذكر الأقلام، أنه أراد: لو كَان ما فى الأرض من شجرة أقلام يكتب بها كلمات الله، وكان البحر مدادا، لنفد ماء البحر، ولو كان مدادَا، ولم تنفد كلمات ربنا» (ص ١٦٣ - ١٦٤).