للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيان آخر

يدل على أن الله عز وجل نظر إلى أهل الأرض كلهم

فمقتهم إلامن شأمنهم

(٥٠ - ٥٠٧) أخبرنا عب العزيز بن سهل الدباس بمكة، ثنا إبراهيم بن إسحاق ابن أبى إسحاق بن حقَّ المكى، ثنا عبد الحميد بن صبيح، ثنا سهل بن يوسف الأسود، ثنا عوف بن أبى جميلة، عن الحسن بن أبى الحسن، عق مطرف بن عبد الله بن الشخير، ثنا عياض بن حمار، قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل أمرنى أن أعلمكم ما جهلتم، ثم قال: وإن الله عز وجل نظر إلى أهل الأرض قبل أن يبعثنى فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وإن الله عز وجل قال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلى بك» (١).


(١) جزء من حديث طويل رواه مسلم كتاب (٢٨٦٥).
قال النووى: « .. المقت: اشد البغض، والمراد بهذا المقت، والنظر ما قبل بعثة رسول الله، والمراد ببقايا أهل الكتاب الباقون على التمسك بدينهم الحق من غير تبديل، قوله سبحانه وتعالى: «إنما بعثتك لأبتليك وأبتلى بك» معناه: لأمتحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك به من تبليغ الرسالة، وغير ذلك من الجهاد فى الله حق جهاده، والصبر فى الله تعالن، وغير ذلك، وأبتلى بك من أرسلتك إليهم، فمنهم من يظهر إيمانه ويخلص فى طاعته، ومنهم من يتخلف ويتأبد بالعداوة والكفر، ومن ينافق، والمراد: أن يمتحنه ليصير ذلك واقعاً بارزا، فإن الله تعالى إنما يعاقب العباد على ما وقع منهم لا على ما يعلمه قبل وقوعه، وإلا فهو سبحانه عالم بجميع الأشياء قبل وقوعها، وهذا نحو قوله: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصّابِرِينَ، أى: نعلمهم فاعلين ذلك متصفين به.
أشرح مسلم للنووى: (١٩٧/ ١٧ - ١٩٨)].

<<  <   >  >>