إذاً الحديث لا يصح مرفوعا لا من طريق العباس، ولا أبى هريرة، ولا أبى ذر، لشدة ضعفها، كما ترى، ومن ثم لا يمكن تقوية بعضها بعض، وإنما يصح ذكر المسافة بين السماء والأرض، وبين كل سماء، والتى تلبها موقوفا عن ابن مسعود، وله حكم الرفع لأنه مما لا مجال للرأى فيه، وأخرجه عنه أبو سعيد الدارمى، كما فى «الرد على المريسى» (ص ٧٣، ٩٠، ١٥٠)، وفى «الرد على الجهمية (ص ١٠٥، ١٠٦، ٣٧٦، ٣٧٧)، والطبرانى فى «الكبير» (٨٩٨٧)، والبيهقى، فى «الأسماء والصفات» (ص ٥٠٧)، واللالكائى (٣٩٥/ ٣، ٣٩٦)، وابن عبد البر فى «التمهيد» (١٣٩/ ٧)، وزاد الذهبى فى «العلو» نسبته إلى (عبد الله بن أحمد فى السنة، وأبو بكر بن المنذر، وأبو أحمد العسال، وأبو عمر الطلمنكى) (ص ٦٤) كلهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبش، عن ابن مسعود. والحديث صححه ابن القيم كما فى «مختصر الصواعق» (٢٢١/ ٢)، واجتماع الجيوش الإسلامية (ص ١٠٠)، والذهبى فى «العلو» (ض ٦٤)، وقال الهيثمى (رواه الطبرانى فى «الكبير»، ورجاله رجال الصحيح) «المجمع» (٨٦/ ١)، وهناك أحاديث كثيرة فى إثبات علو الله عز وجل تغنى عن الحديث الذى ذكره المؤلف. (١) يعقوب بن عتبة، بن المغيرة بن الأخنس الثقفى، ثقة، من السادسة مات سنة ثمان وعشرين «التقريب» (٧٨٢٥).