للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلام» حيث قال: «فقأ عينه» أى فقأ عين حجته (١).

قال ابن حجر: «وزعم بعضهم معنى قول «فقأ عينه» أى أبطل حجته، وهو مردود بقوله فى نفس الحديث، فرد الله عينه، وبقوله لطمه وصكه وغير ذلك من قرائن السياق» (٢).

[ج - مسألة اللفظ بالقرآن.]

أشرنا من قبل إلى الخلاف الشديد بين أهل السنة فى هذه المسألة، وأشرنا إلى الخلاف بصفة أخص بين أبى نعيم وأبى عبد الله بن منده.

قال ابن تيمية: وسبب ذلك إن لفظ: «التلاوة، والقرأة، واللفظ» مجمل مشترك: يراد به المصدر، ويراد به المفعول.

فمن قال: «اللفظ ليس هو الملفوظ، والقول ليس هو المقول» وأراد باللفظ والقول المصدر، كان معنى ك كلامه أن الحركة ليست هى الكلام المسموع وهذا صحيح.

ومن قال: «اللفظ هو الملفوظ، والقول هو نفس المقول «أراد باللفظ والقول مسمى المصدر، صار حقيقة مراده أن اللفظ والقول (المراد به الكلام المقول الملفوظ) هو الكلام المقول الملفوظ، وهذا صحيح، فمن قال: «اللفظ بالقرآن، أو القرأة، أو التلاوة، مخلوقة «أو «لفظى بالقرآن، أو تلاوتى» دخل فى كلامه نفس الكلام المقروء والمتلو، وذلك هو كلام الله تعالى، وإن أراد بذلك مجرد فعله وصوته كان المعنى صحيحاً، ولكن إطلاق اللفظ يتناول هذا وغيره (٣).

ولم أقف على كلام لأبى عبد الله حول هذه المسألة، إنما أشار شيخ الاسلام إلى


(١) حديث رقم (١٣١).
(٢) الفتح (٢٤٢/ ٦).
(٣) درء تعارض العقل والنقل (٢٦٤/ ١).

<<  <   >  >>