للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسلم، وأن من استحق أحد الاسمين استحق الآخر، إذا عمل بالطاعات وآمن بها، فإذا ترك منها شيئاً مقراً بوجوبها، كان غيرِ مستكمل، فإن جحد منها شيئاً كان خارجاً من جملة الايمان والاسلام، وهذا قول من جعل الاسلام على ضربين، إسلام يقين وطاعة، وإسلام استسلام من القتل والسبى ... ) (١).

وهذه المسألة فيها نزاع لفظى بين أهل السنة، فجمهورهم يفرقون بين مسمى الإسلام والإيمان.

وممن رأى عدم التفريق وأنهما متلازمان: الامام محمد بن نصر المروزى وصنف فى ذلك مصنفاً تبلغ أوراقه المائتين (٢).

قال ابن تيمية فى معرض مناقشة قول محمد بن نصر المروزى « ... وإن قيل هما متلازمان، فالمتلازمان لا يجب أن يكون مسمى هذا هو مسمى هذا - وهو لم ينقل عن أحد من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، ولا أئمة الإسلام المشهورين أنه قال: مسمى الإسلام هو مسمى الايمان كما نصره، بل ولا عرفت انا أحداً قال ذلك من السلف) (٣).

وليس المقام هنا مقام بسط أدلة الفريقين ومناقشاتها، وإنما أردنا أن نشير إلى أن أبا عبد الله أخطأ فى هذه المسألة تبعاً لمحمد بن نصر، وخلافهم مع الجمهور خلافاً لفظياً (٤).

[ب - تأويله ما جاء فى حديث «إرسال الله ملك الموت إلى موسى]

عليهما


(١) الإيمان لابن منده (٣٢١ - ٣٣).
(٢) قاله الخطابى، راجع الايمان لابن تيمية (٣٤٢).
(٣) الايمان لابن تيمية (ص ٣٤٩).
(٤) راجع بسط أدلة محمد بن نصر ومناقشتها فى «الايمان» لابن تيمية ص ٣٠٠ - ٣٤، وراجع فى الخلاف فى المسألة ومناقشة ابن منده كلام الدكتور الفقيهى فى حاشية «الإيمان» ص ٣٢٤ - ٢٣٠.

<<  <   >  >>