للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل الجد محبوسون (١) إلا الكفار» (٢) يعنى فإنه أمر بهم إلى النار.

(٦٩ - ٥٢٦) أخبرنا أحمد بن مهران الفارسى - بمصر - ثنا عبد الرحمن بن خلف البصرى، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صخر بن جويريه (٣)، وحماد بن شيخ، قالا:

ثنا أبو رجاء، سمع ابن عباس يقول: سمعت النبى صلّى الله عليه وسلم يقول: «اطلعت فى الجنة؛ فرأيت أكثر أهلها الفقرأ، واطلعت فى النار؛ فرأيت أكثر أهلها النساء».

(٧٠ - ٥٢٧) حدثنا محمد بن سعيد بن إسحاق (٤)، ثنا يحيى بن أبى طالب، ثنا حماد بن مسعدة، ثنا سعيد بن أبى عروبة، عن أبى رجاء، عن ابن عباس، عن النبى أنه قال: «اطلعت فى الجنة؛ فرأيت أكثر أهلها الفقرأ، واطلعت فى النار؛ فرأيت أكثر أهَلها النساء» (٥).


(١) «وإذا أصحاب الجد محبوسون»: أى: ذوو الحظ والغنى. «النهاية» (٢٤٤/ ١)، «محبوسون»: أى: ممنوعون من دخول الجنة مع الفقرأ من أجل المحاسبة على المال، وكأن ذلك عند القنطرة التى يتقاصون فيها بعد الجواز على الصراط. «الفتح» (٤٢٠/ ١١)، وقوله: «اطلعت» بتشديد الطاء، أى: أشرفت، وفى حديث أسامة بن زيد الذى بعده قمت على باب الجنة، وظاهره أنه رأى ذلك ليلة الاسراء، أو منام، وهو غير رؤيته النار، وهو فى صلاة الكسوف، ووهم من وحدهما. «الفتح» (٣١٩/ ١١).
(٢) تخريجه، رواه البخارى (٥١٩٦)، وفى غير مرضع، ومسلم (٢٧٣٦).
واستدل بعض العلماء بهذا الحديث على تفضيل الفقير على الغنى.
قال ابن تيمية: «وقد تنازع الناس أيهما افضل: الفقير الصابر، أو الغنى الشاكر؟ والصحيح: أن افضلهما أتقاهما، فإن استويا فى التقوى؛ استويا فى الدرجة، كما قد بيناه فى غير هذا الموضع، فإن الفقرأ يسبقون الأغنياء إلى الجنة؛ لأنه لا حساب عليهم، ثم الأغنياء يحاسبون، فمن كانت حسناته أرجح من حسنات فقير، كانت درجته فى الجنة أعلى، وإن تأخر عنه فى الدخول، ومن كانت حسناته دون حسناته كانت درجته دونه، لكن لما كان جنس الزهد فى الفقرأ أغلب صار الفقر فى إصلاح كثير من الناس عبارة عن طريق الزهد. «الفتاوى» (٢١/ ١١). وراجع تفصيل الخلاف فى المسألة: «الفتح» (٢٧٤/ ١١).
(٣) صخر بن جويرية، أبو نافع، مولى بنى تميم، أو بنى هلال، قال أحمد: ثقة. ثقة. وقال القطان: ذهب كتابه، ثم وجده، فتكلم فيه لذلك. من السابعة. «التقريب» (٢٩٠٤).
(٤) العسال أبو عبد الله، ذكر فى أخبار أصبهان، ولم يذكر له ترجمة، ج ٢ ص ٢٦٦.
(٥) تخريجه، رواه البخارى (٥١٩٨)، وفى غير موضع، ومسلم (٢٧٣٧).

<<  <   >  >>