قال ابن خزيمة فى تفسير الآية: «لو كان معنى اليد النعمة، كما ادعت الجهمية؛ لقرئت بل يداه مبسوطة، أو منبسطة؛ لأن نعم الله أكثر من أن تحصى، ومحال أن تكون نعمتين لا أكثر، فلما قال عز وجل: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ كان العلم محيطا أنه أثبت لنفسه يدين لا أكثر منهما، وأعلم أنهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء .. وكذلك يعلم كل مؤمن أن الله لم يرد بقوله غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ أى: غلت نعمهم ولا أراد اليهود أن نعم الله مغلولة، وإنما رد الله عليهم مقالتهم، وكذبهم فى قولهم: يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ، وأعلم المؤمنين أن: يديه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. «التوحيد» (ص ٨٦). وقال ابن القيم: «إن الله تعالى أنكر على اليهود نسبة يده إلى النقص والعيب .. ولم ينكر عليهم إثبات اليد له تعالى، وقال وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ الآية فلعنهم على وصف يده بالعيب دون إثبات يده، وقدر إثباتها له زيادة على ما قالوا بأنها مبسوطتان. «مختصر الصواعق» (١٥٨/ ٢).