قال ابن قتيبة: «وقد جعل الله سبحانه للملائكة الاستطاعة أن تتمثل فى صور مختلفة، وأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فى صورة دحية الكلبى، وفى صورة أعرابى، ورآه مرة قد سد بجناحيه ما بين الأفقين، وكذلك جعل للجن أن تتمثل وتتخيل فى صِور مختلفة كما جعل الملائكة، قال الله عز وجل: فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا [مريم: ١٧]، فلما تمثل ملك الموت لموسى لطمه موسى لطمة أذهبت العين التى هى تخيل وتمثيل، وليست حقيقية، وعاد ملك الموت عليه السلام إلى حقيقة خلقته الروحانية كما كان لم ينتقص منه شئ» «تأويل مختلف الحديث» (ص ١٨٧). وراجع أيضا تفصيل المسألة وأقوالاً أخرى لتوجيه الحديث فى: «شرح مسلم للنووى» (١٢٩/ ١٥ - ١٣٠)، و «الأسماء والصفات» للبيهقى (٦٢٥ - ٦٢٧)، «فتح البارى» (٤٤١/ ٦ - ٤٤٣). (١) اما قول المؤلف عن فقأ عينه: فقأ عين حجته، فهو استدلال ضعيف يرده ظاهر السياق. قال ابن حجر: «وزعم بعضهم أن معنى قول «فقأ عينه» أى: ابطل حجته، فهو مردود بقوله فى نفس الحديث: «فرد الله عينه» وبقوله: «لطمه وصكه» وغير ذلك من قرائن السياق. «الفتح» (٢٤٢/ ٦).