للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تساموا» (١).

أخبرنا محمد بن أحمد بن معقل النيسابورى، ثنا يحيى النيسابورى ح.

(٤ - ٩٠٠) وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا الحارث بن أبى أسامة، قالا: ثنا عثمان بن عمر بن قارس، ثنا يونس بن يزيد، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، أن الحولاء بنت تويت مرت بها وعندها رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت: هذه الحولاء زعموا أنها لا تنام بالليل فقال: «خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا».

(٥ - ٩٠١) أخبرنا الحسن بن منصور أبو القاسم الإمام بحمص، ثنا محمد ابن العباس، عن معاوية، ثنا أبو اليمان، الحكم بن نافع، ثنا شعيب بن أبى حمزة، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة، أن الحولاء بنت تويت ... فذكره.


(١) قال ابن قتيبة فى شرح هذا الحديث: «فإن الله سبحانه وتعالى لا يمل إذا مللتم، ومثال هذا قولك فى الكلام هذا الفرس لا يفتر حتى تفتر الخيل، لا تريد بذلك أنه لا يفتر إذا افترت، ولو كان هذا المراد ما كان له فضل عليها؛ لأنه يفتر معها، فإنه لا فضيلة له، وإنما تريد أنه لا يفتر إذا افترت وكذا تقول فى الرجل البليغ فى كلامه، والمكثار الغزير، فلان لا ينقطع حتى تنقطع خصومه، تريد أنه لا يقطع إذا انقطعوا، ولو أردت أنه ينقطع إذا انقطعوا لم يكن له فى هذا القول فضل على غيره، ولا وجبت له مدحة»، تأويل مختلف الحديث (ص ٢٣٨).
وقال ابن حجر: « .. وجنح بعضهم إلى تأويلها فقيل: معناه لا يمل الله إذا مللتم، وهو مستعمل فى كلام العرب يقولون: لا أفعل كذا حتى يبيض القار، أو حتى يشيب الغراب، ومنه قولهم فى البليغ: لا ينقطع حتى ينقطع خصومه؛ لأنه لو انقطع حين ينقطعون لم يكن له عليهم مزية، وهذا المثال أشبه من الذى قبله؛ لأن شيب الغراب ليس ممكناً عادة، بخلاف الملل من العابد، وقال المازرى: قيل أن حتى هنا بمعنى الواو، فيكون التقدير: لا يمل ولا تملون، فنفى عنه الملل، وأثبته لهم، قال: وقيل: حتى بمعنى حين» «الفتح» (١٠٢/ ١)، وراجع «الأسماء والصفات» للبيهقى (ص ٦١١).
قال النووى: «قوله صلّى الله عليه وسلم: عليكم من الأعمال ما تطيقون، أى: تطيقون الدوام عليه بالآخر، وفيه دليل على الحث على الاقتصاد فى العبادة، واجتناب التعمق، وليس الحديث مختصاً بالصلاة، بل هو عام فى جميع أعمال البر .. ».
وفى هذا الحديث كمال شفقته صلّى الله عليه وسلم ورأفته بأمته؛ لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم، وهو -

<<  <   >  >>