وقال ابن حجر: « .. وجنح بعضهم إلى تأويلها فقيل: معناه لا يمل الله إذا مللتم، وهو مستعمل فى كلام العرب يقولون: لا أفعل كذا حتى يبيض القار، أو حتى يشيب الغراب، ومنه قولهم فى البليغ: لا ينقطع حتى ينقطع خصومه؛ لأنه لو انقطع حين ينقطعون لم يكن له عليهم مزية، وهذا المثال أشبه من الذى قبله؛ لأن شيب الغراب ليس ممكناً عادة، بخلاف الملل من العابد، وقال المازرى: قيل أن حتى هنا بمعنى الواو، فيكون التقدير: لا يمل ولا تملون، فنفى عنه الملل، وأثبته لهم، قال: وقيل: حتى بمعنى حين» «الفتح» (١٠٢/ ١)، وراجع «الأسماء والصفات» للبيهقى (ص ٦١١). قال النووى: «قوله صلّى الله عليه وسلم: عليكم من الأعمال ما تطيقون، أى: تطيقون الدوام عليه بالآخر، وفيه دليل على الحث على الاقتصاد فى العبادة، واجتناب التعمق، وليس الحديث مختصاً بالصلاة، بل هو عام فى جميع أعمال البر .. ». وفى هذا الحديث كمال شفقته صلّى الله عليه وسلم ورأفته بأمته؛ لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم، وهو -