للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وأما العلة الثالثة: وهى أن زاذان لم يسمعه من البراء، فجوابها من وجهين:
أحدهما: أن أبا عوانة الاسفرايينى رواه فى «صحيحه»، وصرح فيه بسماع زاذان له من البراء، فقال: «سمعت البراء بن عازب» فذكره.
والثانى: أن ابن منده رواه عن الأصم، حدثنا الصنعانى أخبرنا أبو النضر عيسى بن المسيب، عن عدى بن ثابت، عن البراء، فذكره.
فهذا عدى بن ثابت، قد تابع زاذان.
قال ابن منده: ورواه أحمد بن حنبل، ومحمود بن غيلان، وغيرهما، عن أبى النضر، ورواه ابن منده أيضاً من طريق محمد بن سلمة، عن غطيف الجزرى، عن مجاهد، عن البراء. «تهذيب السنن» (١٣٩/ ٧ - ١٤١).
وقال ابن تيمية: « ... سائر الأحاديث الصحيحة المتواترة تدل على عود الروح إلى البدن؛ إذ المسألة للبدن بلا روح قول قاله طائفة من الناس، وأنكره الجمهور، وكذلك السؤال للروح بلا بدن قاله ابن ميسرة، وابن حزم، ولو كان كذلك لم يكن للقبر بالروح اختصاص «شرح حديث النزول» (ص ٨٨، ٨٩) ما سبق من الأحاديث فى صعود أرواح المؤمنين فيه دليل ظاهر على أن الله عز وجل فوق السماء (لأن أبواب السماء إنما تفتح لأرواح المؤمنين، ولرفع أعمالهم إلى الله عز وجل، ولما سوى ذلك مما يشاء الله عز وجل، فإذا كان مع الميت والعامل بنفسه فى الأرض فإلى من يعرج بأرواحهم وأعمالهم؟ ولم تفتح أبواب السماء لقوم، وتغلِق عن آخرين، إذا كان بزعمكم فى الأرض، وما منزلة قول الله عز وجل عندهم إذاً: لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ؟ «الرد على الجهمية» للدارمى (ص ٥٨ - ٥٩).

<<  <   >  >>