سعيد المهدوى، قال: سئل أبو زرعة الرازى عن قول الله عز وجل {تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ} قال: لا يقال نفس كنفس لأنه كفر، وقال:{لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} أن الله عز وجل خلق آدم بيده، ولا يقال يد مثل يد، ولا يد كيد، لأَنه كفر، ولكن نؤمن بها كله، وسئل أبو زرعة أيحق أن يقال: الرب عز وجل له رجلين؟ قال: يقال كما جاء فى الخبر، وهكذا ما جاء فى الأخبار فى مثل هذا، وسئل عن حديث ابن عباس (الكرسى موضع القدمين) فقال: صحيح ولا نفسر، نقول كما جاء، وكما هو الحديث (١).
(٣٩ - ١٠٠٣) أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله ابن الزبير الحميدى، وذكر حديث أن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام يعنى بيديه فقال: لا نقول غير هذا على التسليم، والرضا بما جاء به القرآن، والحديث، ولا نستوحس أن نقول كما قال القرآن والحديث، قلنا وكذلك نقول فيما نقلتم من هذه الأخبار فى الصفات فى كتابنا هذا ... من غير تمثيل، ولا تشبيه، ولا تكييف، ولا قياس، ولا تأويل، بل على ما نقلها السلف الصالحون، عن أصحابنا، ونجهل الظاهر عن المصطفى صلّى الله عليه وسلم، ونجهل من تكلم فيها إلا ببيان عن الرسول صلّى الله عليه وسلم، أو خبر صحابى حضر التنزيل، ونتبرأ إلى الله عز وجل مما يخالف القرآن وحديث الرسول صلّى الله عليه وسلم والله عز وجل الموفق للصواب برحمته إن شاء الله تعالى.
آخر الكتاب والحمد لله رب العالمين حق حمده أولاً وآخراً، وصلوات الله على محمد النبى وآله أجمعين وسلم تسليماً.
(١) سواد فى الأصل، ولعل الساقط أثبتناه، ولم أجد هذا الأثر، فيما بين يدى من كتب العقيدة، ولا فى ترجمة أبى زرعة.