قال الخطابى: «من أحصاها دخل الجنة» فى الاحصاء أربعة وجه: أحدها - وهو الظاهر: الاحصاء الذى هو بمعنىِ العد، يريد: أنه يعدها ليستوفيها حفطا، فيدعو ربه بها، كقوله سبحانه. وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً [الجن: ٢٨]. والوجه الثانى: أن يكون الاحصاء بمعنى الطاقة، كقوله - سبحانه - عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ [المزمل: ٢٠] أى: لن تطيقوه. والوجه الثالث: أن يكون الإحصاء بمعنى العقل والمعرفة، فيكون معناه أن من عرفها، وعقل معانيها، وآمن بها دخل الجنة مأخوذ من الحصاة، وهى العقل. والوجه الرابع: أن يكون معنى الحديث أن يقرأ القران حتى يختمه فيستوفى هذه الأسماء كلها فى أضعاف التلاوة، فكأنه قال: من حفظ القران وقرأه فقد استحق دخول الجنة. «شأن الدعاء» (ص ٢٧ - ٢٩).