قال أبو حاتم: تَكَلَّم الناس فيه، قيل لي بمصر إنه قَدِمَها واشترى كتب ابن وَهْب، وكتاب المُفَضَّل بن فَضَالة، ثم قَدِمْتُ بغداد، فسألت: هل يُحدّث عن المفضل بن فضالة؟ فقالوا: نعم، فأنكرت ذلك، وذلك أن الرواية عن ابن وَهْب والمُفَضَّل لا يستويان.
وقال أبو بكر الخطيب: ما رأيت لمن تكلم فيه حجة توجب ترك الاحتجاج بحديثه.
وقال أبو عبد الرحمن النَّسائي: ليس به بأس.
وقال أبو سعيد بن يونس: توفي ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومئتين.
أخبرنا زيد بن الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد، أنبأ أحمد بن علي بن ثابت، أنبأ أبو بكر البَرْقاني، أنبأ أبو الحسين يعقوب بن موسي الأرْدَبيلي ثنا أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي، ثنا سعيد بن عمرو البَرْذَعي قال: شهدت أبا زرعة، ذكر "الصحيح" الذي ألَّفه مسلم بن الحجاج، ثم الفضل الصائغ على مثاله، فقال لي أبو زرعة: هؤلاء قوم أرادوا التَّقَدُّم قبل أوانه؛ جمعوا شيئًا يتسوقون به، ألَّفوا كتبًا لم يُسْبَقوا إليها؛ ليقيموا لأنفسهم رياسةً قبل وقتها.
وأتاه ذات يوم رجل -وأنا شاهد- بكتاب "الصحيح" من رواية مسلم، فجعل ينظر فيه، وإذا حديث عن أسباط بن نصر، فقال أبو زرعة: ما أبعد هذا من الصحيح! يُدْخل في كتابه أسباط بن نصر؟ ! ثم رأى في كتابه قطن بن نُسَير، فقال: وهذا أطمُّ من الأول؛ قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس. ثم نظر، ثم قال: يروى عن أحمد بن عيسى المصري في كتابه؟ ! قال لي أبو زرعة: ما رأيت أهل مصر يشكُّون في أن أحمد بن عيسي