هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يَسْمَعوا، ويدلِّس لهم، وله غير هذا. فقيل لأبي زُرْعَة: فمن رواه عن ابن أبي مريم؟ قال: هذا كَذَّاب.
قال الحاكم: رضي الله عن أبي زُرْعَة، لقد شَفَى في عِلَّة هذا الحديث، وبَيَّن ما خَفي علينا، فكل ما أُتيَ أبو صالح كان من أجل هذا الحديث، فإذا وضعه غيره وكتَبَه في كتاب الليث، كان المُذْنب فيه غير أبي صالح.
وذكر ابن عدي عن سعيد بن منصور قال: حدثني يحيى بن معين بمصر، فقال لي: يا أبا عثمان، أحب أن تمسك عن كاتب الليث، قلت: لا أمسك عنه، وأنا أعلم الناس به، إنما كان كاتبًا للسماع.
وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، إلا أنه يقع في حديثه، في أسانيده ومتونه غلط، ولا يَتَعَمَّد الكذب.
وقال علي بن المديني: ضربت على حديث عبد الله بن صالح، ولا أروى عنه شيئًا.
وقال النَّسائي: ليس بثقة.
وقال أحمد بن صالح فيه قولًا شديدًا.
قال أبو سعيد ابن يونس: مات سنة ثلاث وعشرين ومئتين، وذكر يعقوب بن سفيان وغيره أنه مات سنة اثنتين وعشرين ومئتين.
[٣٥٨٩] عبد الله بن صالح بن مُسلم العِجْلي الكُوفي المقرئ، نزل بغداد (١).
والد أحمد صاحب "التاريخ"، قرأ القرآن على حمزة الزيات.