للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة الناشر]

الحمد لله الكبير المتعال، المتصف بصفات الكمال والجلال، فهو وحده المستحق للتعظيم والتبجيل والإجلال، والشكر له على ما أسبغ علينا من نعمٍ جِزال، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه وتدبيره، فلا ظهير له في خلقه أو رزقه أو تقديره، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، وهدى للناس أجمعين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى قد بعث نبيه بالهدى ودين الحق، وأنزل معه القرآن ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وجعل سنته الأصلَ الثاني، قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، فهي والقرآن متلازمان، فقيدت مطلقه، وخصصت عمومه، وبينت مجمله.

وقيّض الله سبحانه وتعالى من هذه الأمة علماء أجلاء، بذلوا أعمارهم وأنفقوا أموالهم لحفظ سنة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وخدمتها ولَمِّ شتاتها، وتدوينها في مصنفات جمعت أقوال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأفعاله وتقريراته، فجزاهم الله خيرًا على ما قدموه، وأجزل لهم المثوبة على ما بذلوه.

وقد قامت طائفةٌ من أهل العلم والفضل، للبحث والتنقيب في رواة السنة

<<  <  ج: ص:  >  >>