للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" (١).

قال شيخُنَا الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ- (٢): وهذا ينبغي أن يُحْمَل على الأمر باشتراط العدالة لحمل العلم ونقله؛ لئلَّا يقع خَبَرُ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بخلاف مَخْبَرِه؛ إذ قد حَمَل العلم ونَقَلَهُ مَنْ ليس من أهل العدالة.

وهذا ما تيسر إيراده من الكلام في أَحْوَال النَّقَلَة والرُّواة على وجه الاختصار، ولو ذهبنا نستوعب ما وَرَدَ في ذلك ونُقِلَ عن الأئمة لطال، فنذكُرُ بعد ذلك المقصود بالكتاب من معرفة الرِّجال، وبدأنا بِذِكْر الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وقَدَّمْنَا العشرة المشهود لهم بالجنة، فأولهم الصديق الأكبر، وهو:

[٢] أبو بكر عبد الله بن عُثمان بن عامِر بن عمرو بن كَعْب بن سَعْد بن تَيْم بن مُرَّة بن كَعْب بن لُؤي بن غالب (٣).

يلتقي مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في مُرَّة بن كعب، وأمه أم الخير بنت صَخْر بن عامر بن كَعْب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة، أسلم أبواه، وقيل: اسمه: عَتيق، وقيل: إنما سمي عَتيقًا لحُسن وجهه، وروى عن عائشة رضي الله عنها من غير وجه أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: "أبو بكر عتيق الله من النار" فمن يومئذ سمي عَتيقًا. وقال مصعب الزُّبيري وغيره: إنما سمي


(١) تقدم الكلام عليه.
(٢) من (ض)، وفي (ش): أيده الله.
(٣) "تهذيب الكمال" (١٥/ ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>