عتيقًا؛ لأنه لم يكن في نسبه شيء يُعابُ به. وروى عن أبي يحيي حكيم بن سعد قال: سمعت علي بن أبي طالب -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- يقول: إن الله عز وجل هو الذي سمى أبا بكر على لسان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صِدِّيقًا.
قال شيخنا الحافظ أبو محمد عبد الغني -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: وكان أوَّل الناس إسلامًا، هاجر مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وشَهِدَ معه بدرًا، والمشاهد كلها، ثم وَلي الخلافة بعد وفاة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سنتين ونصفًا، وقيل: سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، وقيل: ثلاثة أشهر إلا خمس ليال، وقيل: ثلاثة أشهر وسبع ليال، وقيل: ثلاثة أشهر واثني عشر يومًا، وقيل: عشرين شهرًا، واستكمل بخلافته سِنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فمات وهو ابن ثلاث وستين سنة، وصلَّى عليه عمر بن الخطاب في المسجد، ودُفن ليلًا في بيت عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ونزل في قبره عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-، وتوفي يوم الاثنين وقيل: ليلة الثلاثاء لثمان، وقيل: لثلاث بقين من جمادى الأولى، سنة ثلاث عشرة من الهجرة.
روي له عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مئة حديث، وإثنان وأربعون حديثًا، اتفق البخاري ومسلم منها على ستة أحاديث، وانفرد البخاري بأحد عشر حديثًا، وانفرد مسلم بحديث واحد.
روى عنه: عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبو هريرة، والبراء بن عازب، وعائشة ابنته زوج النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو سَرْوَعَة عقبة بن الحارث بن نوفل بن عبد مَنَاف القرشي، وطارِق