وسمع بمصر من أبي محمد بن برِّي النحوي وجماعة، ثم عاد إلى دمشق.
ثم سافر بعد السبعين إلى أصبهان، وكان قد خرج إليها، وليس معه إلا قليل فلوس، فسهَّل الله له مَن حَمله وأنفق عليه، حتى دخل أصبهان وأقام بها مدة، وسمع بها الكثير، وحصل الكتب الجيدة، ثم رجع.
وسمع بهَمَذَان من عبد الرزاق بن إسماعيل القرماني، والحافظ أبي العلاء، وغيرهما.
وبأصبهان من الحافظين: أبي موسى المديني، وأبي سعد الصائغ، وطبقتيهما.
وسمع بالموصل من خطيبها أبي الفضل الطوسي.
وكَتَبَ بخطِّه المُتقن ما لا يوصف كثرة، وعاد إلى دمشق، ولم يزل ينسخ ويصنف، ويحدث، ويفيد المسلمين، ويعبد الله تعالى، حتى توفاه الله على ذلك.
[حفاظه على وقته]
قال الحافظ الضياء المقدسي: وسمعت الإمام الزاهد إبراهيم بن محمود بن جوهر البعلي يقول: سمعت العماد -يعني: أخا الحافظ عبد الغني- يقول: ما رأيت أحدًا أشد محافظة على وقته من الحافظ عبد الغني.
قال الضياء: كان شيخنا الحافظ -رَحِمَهُ اللهُ-، لا يكاد يضيع شيئًا من زمانه بلا فائدة؛ فإنه كان يصلي الفجر، ويلقن الناس القرآن، وربما أقرأ شيئًا