قال محمد بن آدم المِصِّيصي: لو كان أبو مسعود أحمد بن الفرات على نصف الدنيا لكفاهم - يعني: في الفتيا.
وقال حجاج بن الشاعر: لا أعرف أحدًا أحذق بهذه الصناعة من أحمد بن الفرات الرازي.
وقال أبو الشيخ: وحُكي عن أبي بكر الأعين قال: وقع إلينا الخبر أن أبا مسعود قادمٌ؛ فَعَيَّيْنا له، ونظرنا في الكتب وسهرنا، فلما جاء لم يكن عنده شيء.
قال أبو الشيخ: وبلغني أن رجلًا قال لأبي مسعود: إنا ننسى الحديث، فقال: أيُّكم يرجع في حفظ حديث واحد خمس مئة مرة؟ قالوا: ومن يقوى على هذا؟ قال: لذاك لا تحفظون.
قال إبراهيم بن محمد الطَّيَّان: سمعت أبا مسعود يقول: كتبتُ عن ألف وسبع مئة وخمسين رجلًا، أدخلت في تصنيفي ثلاث مئة وعشرة، وعَطَّلت سائر ذلك، وكتبت ألف ألف حديث وخمس مئة ألف حديث، فأخذت من ذلك ثلاث مئة ألف في التفسير، والأحكام، والفوائد، وغيره.
توفي سنة ثمان وخمسين ومئتين بأصبهان، وقبره ظاهر يزار.
[١٣٧٤] أحمد بن الفَرَج بن سُلَيْمان الكندي، أبو عتبة الحمصي، المعروف بالحجازي، المؤذن بجامع حمص (١).
روى عن: بَقِيَّة بن الوليد، ومحمد بن سعيد الطائفي، وضمرة بن ربيعة، وأبي المغيرة الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي، ومحمد بن
(١) لم يترجمه المزي في "تهذيب الكمال"؛ لأنه لم يقف له على رواية عند أصحاب الكتب الستة، وترجمه الحافظ في "تهذيبه" (١/ ٥٩).