شيئًا من حديث حَرْملة؟ فقال: يا بني، وما تصنع بحرملة؟ حرملة ضعيف.
قال ابن عدي: سمعت محمد بن موسى ذكر عن بعض مشايخه قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: صَنَّف ابن وَهْب مئة ألف حديث وعشرين ألف حديث، فعند بعض الناس النصف -يعني نفسه-، وعند بعض الناس منها الكل - يعني حرملة.
قال ابن عدي: وقد تبَحَّرتُ حديث حرملة، وفَتَّشْتُه فلم أجد في حديثه ما يجب أن يُضعَّف من أجله، ورجلٌ توارَي ابنَ وهب عندهم، ويكون حديثه كله عنده، فليس ببعيد أن يُغْرِب على غيره من أصحاب ابن وهب كُتُبًا ونُسَخًا وأفراد ابن واهب، وأما حملُ أحمد بن صالح عليه، فإن أحمد بن صالح سمع في كتبه من ابن وَهْب فأعطاه نصف سماعه ومنعه النصف، فتوَلَّد بينهما العداوة من هذا، وكان من يبدأ بحَرْمَلة إذا دخل مصر لا يحدثه أحمد بن صالح، وما رأينا أحدًا جمع بينهما، فكتب عنهما جميعًا، ورأينا أنَّ مَن عنده حرملة ليس عنده أحمد بن صالح، ومن عنده أحمد بن صالح ليس عنده حَرْمَلة، على أنَّ حَرْملة قد مات سنة أربع وأربعين، ومات أحمد بن صالح سنة ثمان وأربعين.
وقال ابن ماكولا: ولد حرملة سنة ست وستين ومئة، ومات في شوال سنة ثلاث وأربعين ومئتين.
[٢١٠٨] حَرْملة، مولي أُسامة بن زيد مولى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المَدَنيُّ (١).
سمع: مولاه أُسامة، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر.