ونقلتها، فصنفوا مصنفات لتراجمهم، وذكروا فيها مشايخهم وتلاميذهم، وما ورد فيهم من جرح أو تعديل، مما يعين في معرفة صحة أسانيد الأحاديث أو ضعفها.
فجاءت هذه المصنفات عامّة في جميع الرواة، فلم تكن محددةً برواةِ كتبٍ معينة، حتى جاء الإمام الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (٥٤١ - ٦٠٠ هـ) فألف كتابه "الكمال في أسماء الرجال"، وخصه بمن خرج له أصحاب الكتب الستة، وهم: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، فرتبهم على حسب حروف الهجاء، فكان له فضل السبق في كونه أول من صنف في جمع رجال الكتب الستة، فكان عمدةَ مَنْ جاء بعد الحافظ عبد الغني المقدسي ممن صنف في رواة الكتب الستة، ومن أبرزهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي (٦٥٤ - ٧٤٢ هـ) فقد اعتمد على كتابه هذا فقام بتهذيبه مع زيادة الكثير من مشايخ وتلاميذ الرواة الذين ترجم لهم، مع استدراك بعض الأشياء.
ومما يميز كتاب "الكمال" أنه احتوى على نقولاتٍ كثيرة في الجرح والتعديل فات المزي نقلها في تهذيبه، وكذا جملة من الشيوخ والتلاميذ، كما أنه ذكر كثيرًا من أقوال الأئمة بأسانيده إليها.
وقد قام الشيخ الدكتور/ شادي بن محمد بن سالم آل نعمان -وفقه الله- بتحقيق الكتاب بمقابلة نسخه الخطية، وضبط نص الكتاب مميزًا ما أُشكل واشتبه من أسماء الرواة وضبط أنسابهم، ووثق النقول المذكورة فيه، كما أشار إلى بعض الأوهام التي وقع فيها المؤلف والتي استدركها الحافظ المزي