وسُئِل عنه علي بن المديني وأحمد بن حنبل، فلم يعرفاه، وقالا: يُسأل عنه؛ فإن كان لا بأس به حُمِلَ عنه.
وسئل يحيى بن معين عنه فطعن في صدقه، وذكر أن إبراهيم بن سعد لم يقرأ هذا الكتاب على الفضل بن يحيى، وأنه قد كان نسخ له فلم يسمعه ولم يقرأه إبراهيم بن سعد إلا على ولد نفسه، وكان يحكي هذا الكلام عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. وسمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: أتيت أحمد بن أيوب، وأنا أريد أن أسمعها منه -يعني المغازي- فقلت له: كيف أخذتها: سماعًا، أو عرضًا؟ فقال لي: سمعتها. فاستحلفته، فحلف لي، فسمعتها منه، ثم رأيت أشياء اطلعت منه على أشياء فيما ادعي، فتركته، فلست أُحَدِّث عنه شيئًا.
وقال يعقوب: حدثني إبراهيم بن هاشم بن مشكان، قال: قلت ليعقوب بن إبراهيم بن سعد: كيف سمعتَ المغازي؟ قال: قرأها أبي عليَّ وعلى أخي، وقال: يا بني، ما قرأتُها على أحد.
قال أبو بكر الخطيب: يحتمل أن يكون إبراهيم قرأها لولديه قديمًا وقال هذا القول ثم قرأها آخرًا فسمعها منه ابن أيوب.
قال يحيي بن معين -وسئل عنه؟ فقال-: قال لنا يعقوب بن إبراهيم ابن سعد: كان أبي يكتب نسخة ليحيي البرمكي، فلم يقدر يسمعها.
قال الخطيب: غير ممتنع أن يكون ابن أيوب صحَّح النُّسخةَ وسمع فيها من إبراهيم بن سعد، ولم يُقَدَّر ليحيى البرمكي سماعها، والله أعلم.
قال إبراهيم الحربي -وسئل عنه؟ فقال-: كان وَرَّاقًا للفَضْل بن الربيع، ثقة، لو قيل له: اكْذِب، ما يحسن يكذب.