من هذا معك؟ فقال: أما تعرفه؟ هذا سفيان الثَّوْريّ. قلت: من أين أقبلتم؟ قال: نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان. قلت: وأين ترونه؟ قال: في دار الصديقين، دار يحيي بن زكريا عليهما السلام.
أخبرنا أبو اليُمْن الكندي، أنبأ أبو منصور القزاز، أنبأ أحمد بن علي ابن ثابت، أنبأ محمد بن عمر بن بُكَيْر، أنبأ الحسين بن أحمد الصفار، ثنا أحمد بن محمد بن ياسين قال: سمعت أحمد بن نَجْدة وعلي بن محمد قالا: سمعنا أبا الصلت يقول: سمعت سفيان بن عُيَيْنة يقول: ما قَدِم علينا من خراسان أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي، قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟ قال: كان ذاك مرجئًا.
قال علي: قال أبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم هذا المذهب الخبيث أن الإيمان قول بلا عمل، وأن ترك العمل لا يضر بالإيمان، بل كان إرجاؤهم أنهم يرجون لأهل الكبائر الغُفْران؛ ردًّا على الخوارج وغيرهم الذين يُكَفِّرون الناس بالذنوب، وكانوا يرجئون ولا يكفِّرون بالذنوب، ونحن كذلك، سمعت وكيع بن الجَرَّاح يقول: سمعت سفيان الثوري في آخر أمره يقول: نحن نرجو لجميع أهل الكبائر الذين يدينون ديننا ويصلون صلاتنا، وإن عملوا أي عمل. كان شديدًا على الجهمية.
أخبرنا زيد بن الحسن، أنبأ عبد الرحمن بن محمد، أنا أحمد بن علي، أنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرئ، أنا الحسين بن أحمد الهروي الصفار، أنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن ياسين، أنبأ محمد ابن صالح بن سهل قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كان إبراهيم بن طَهْمان من أنبل مَن حَدَّث بخراسان، والعراق، والحجاز، وأوثقهم وأوسعهم علمًا.