أبو صالح -يعني محبوب بن موسي الفَرَّاء- قال: سألت ابن عيينة قلت: حديثًا سمعت أبا إسحاق رواه عنك أحب إلىَّ أن أسمع منك؟ فغضب عليَّ وانتهرني، وقال: لا يقنعك أن تسمعه من أبي إسحاق؟ ! ووالله ما رأيت أحدًا أُقَدِّمه على أبي إسحاق.
وقال أبو صالح: وسمعت علي بن بكار يقول: لقيت الرجال الذين لقيهم أبو إسحاق: ابن عون وغيره، والله، ما رأيت أحدًا أفقه منه.
قال أبو صالح: وكنت عند الثَّوْريّ فأراد أن يكتب إلى أبي إسحاق، فقال للكاتب: اكتب وابدأ به؛ فهو والله خير مني (١).
وقال يحيى بن معين: ثقة ثقة.
وقال أبو حاتم: الثقة المأمون الإمام.
وقال أحمد بن عبد الله: إبراهيم بن محمد نزل الثغر بالمِصِّيصة، وكان ثقةً رجلًا صالحًا، صاحب سُنّة، وهو الذي أَدَّب أهل الثَّغْر وعَلَّمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخل الثغر رجلٌ مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث، وكان له فقه، وكان عربيًّا فزاريًّا، أمر سلطانًا ونهاه؛ فضربه مئتي سوط، فغضب له الأوزاعيّ، وتكلَّم في أمره.
وقال النَّسائي: ثقة مأمون، أحد الأئمة، كان يكون بالشام.
روى عنه: ابن المبارك.
قال الخطيب: حدَّث عن أبي إسحاق الفزاري، وسفيانُ الثَّوْريُّ، وعلي ابن بَكّار المصيصيُّ، وبين وفاتيهما مئة سنة أو أكثر.
قال البخاري: مات أبو إسحاق الفزاري سنة ست وثمانين ومئة.