قال محمد بن سعد: ويكني الأحنف: أبا بحر، وكان ثقة مأمونًا قليل الحديث.
أخبرنا أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر البغدادي بها، أنبأ أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، أنبأ أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنبأ أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزاز، فيما أذن لي، أنبأ أحمد بن معروف، ثنا الحسين بن الفهم، ثنا محمد بن سعد، أنبأ سُلَيْمان بن حرب، ثنا حماد ابن زيد، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان بن عفان، إذ لقيني رجل من بني ليث، فأخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى. قال: تذكر إذ بعثني رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى قومك بني سعد فجعلت أعرض عليهم الإسلام وأدعوهم إليه، فقلتَ أنت: إنه ليدعو إلى خير، وما أسمع إلا حسنًا؟ فإني ذكرت ذلك لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال:"اللهم اغفر للأحنف". قال الأحنف: فما شيء عندي أَرْجَي من ذلك.
وبه أنبأ محمد بن سعد، أنبأ عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبد الله بن عمرو، عن معمر، عن الحسن قال: ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف.
وقال ابن سعد إذنًا: أنبأ إسحاق بن يوسف الأزرق، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، عن الحسن قال: ذكروا عند معاوية شيئًا فتكلَّموا والأحنف ساكت، فقال معاوية: تَكَلَّم يا أبا بحر، فقال: أخاف الله إن كذبتُ، وأخافُكم إن صدقت.