ابن علي الآجري، قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت قتيبة يقول: قيل لسفيان بن عُيَينة: قَدِم حسين الجعفي، فوثب قائمًا، فقيل له؟ فقال: قَدِم أفضل رجل يكون قَطُّ. وكان سفيان بن عيينة يقول: عجبتُ لمن مَرَّ بالكوفة، فلم يُقَبِّل بين عيني حسين الجعفي.
وعن موسى بن داود قال: كنت عند سفيان بن عيينة، فجاء حسين الجُعْفي، فقام سفيان، فَقَبَّل يَدَه.
أخبرنا أبو موسى أنا أبو الفضل جعفر بن أبي منصور، أنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا ابن الطهراني، قال: سمعت حُمَيْد بن الرَّبيع يقول: أخرج إليَّ حُسين الجُعْفيُّ يومًا صحيفةً، فأملى عَليَّ عن زائدة فقطعه، فقالت امرأة له: أي شيء بدا للحسين أن يُحَدِّث؟ قال: رأى رُؤيا كأن القيامة قد قامت، وكأنّ مناديًا ينادي: ليقُم العلماء فيدخلوا الجَنّة، فقاموا وقُمت معهم، فقيل لي: اجلس لست منهم؛ أنت لا تُحَدِّث. فلم يزل يُحَدّث في الحَرّ والبَرد والمَطَر وغير ذلك بالغَدَاة والعَشِيّ، حتى كتبت عنه أكثر من عشرة آلاف.
وقال أحمد بن عبد الله: حُسَين بن عبد الله، يُكنى أبا عبد الله، ثقة, وكان يُقرئ القرآن رأسٌ فيه، وكان رجلًا صالحًا لم أر رَجلًا قَطُّ أفضل منه. وروى عنه سفيان بن عُيَيْنة حديثين ولم نَره إلا مُقْعدًا، كان يُحمل في مِحَفَّة (١) حتى يُقْعد في مسجدٍ على باب داره، وربما دعا بالطَّسْت فبال مكانه، وكان صحيح الكتاب، وكان جميلًا، لَبَّاسًا، وكان من أَرْوَي
(١) المحفة: كالهودج من خشب، سمي بذلك لأن الخشب يحف بالقاعد فيه. انظر "تاج العروس" (٢٣/ ١٥١ مادة حفف).