فدعا لأُم سُليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله، إن لي خويصة. قال:"ما هي؟ ". قالت: خادمك أنس. قال: فما ترك خير آخرةٍ ولا دُنيا إلا دعا به: "اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له". فإني لمن أكثر الأنصار مالًا.
وحدثتني ابنتي آمنة: أنه دُفن لصلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بضع وعشرون ومئة.
مات بالبصرة سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة خمس وتسعين.
وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري: كم كان سِنُّ أنس بن مالك يوم مات؟ قال: ابن مئة وسبع سنين. وروى أحمد بن حنبل، عن معتمر، عن حميد: أن أنس بن مالك عُمِّر مئة سنة إلا سنة.
أخبرنا الحافظ أبو سعد محمد بن عبد الواحد بن عبد الوهاب الأصبهاني الصائغ بها، أنبأ أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصَّيرفي، أنبأ أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم الكاتب، ثنا محمد بن إبراهيم بن المقري قال: سمعت أبا بكر سماك بن النضر بن محمد بن عبد الله بن مالك بن عبد الله بن النضر بن أنس بن مالك بالبصرة -صاحب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- يقول: كنية جدنا أنس بن مالك: أبو حمزة.
مات بالبصرة على نحو فَرْسَخ ونصف، وقبره هناك في موضع يُعرف بقصر أنس، ودُفن النَّضْر ابنه وعبد الله عنده. وله أيضًا منزل عندنا هاهنا في الروَّاسين.
وله ابن يقال له: زيد بن أنس، وموسى بن أنس، ونضر بن أنس،