عمران، كنيته أبو عبد الرحمن، يقال: إنه لم يسمع من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُبض وهو صغير، وهو قول الواقدي، وأهل الشام يقولون: إنه سمع من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وله عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حديثان أحدهما:"لا تُقطع الأيدي في المغازي". والآخر في الدعاء أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول:"اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة". وفيه تصريح بسماعه من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأنه قال فيه: سمعت النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرَدِّد هذا الدعاء.
سكن دمشق، وشهد صِفِّين مع معاوية، وكان على رجَّالة معاوية، وولاه معاوية اليمن، وله بها آثار.
روى عنه: جُنادة بن أبي أُمية، وأيوب بن ميسرة بن حَلْبَس، وأبو راشد الحُبراني، ويزيد بن أبي يزيد، مولاه.
وقال محمد بن سعد: بسر بن أبي أرطأة، أحد بني عامر بن لؤي.
قال الواقدي: وُلد قبل وفاة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بسنتين، قُبض النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو صغير، وأنكر أن يكون روى عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- روايةً أو سماعًا.
وغيره يقول: أدرك النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وروى عنه، وكان يسكن الشام وبقي إلى خلافة عبد الملك بن مروان. وغير قول الواقدي أولى؛ لأن حديثه في الدعاء مروى عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من وجه حَسَن.