عليّ، أخبرني أبو نَصْر أحمد بن عبد الملك القَطَّان، أنا عبد الرحمن بن عمر الخَلَّال، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شَيْبَة، ثنا جدي قال: قال محمد بن عمر: قال يحيى بن مَعِين: القَوَارِيريُّ -يعني عُبَيْد الله- يروي عن عشرين شيخًا من الكذابين، ثمَّ لا يحدِّث عن رَوْح بن عُبَادَة.
قال جدي: وسمِعْتُ عفَّان بن مسلم لا يرضى أمر روح بن عُبَادَة.
قال: وحدَّثني محمد بن عمر قال: سمعتُ عفَّان بن مسلم وذُكِرَ رَوْحُ ابن عُبَادَة فقال: هو عِنْدي أحسن حديثًا من خَالد بن الحارث ومن يزيد ابن زُرَيْع، فتركناه (١)، -يعني كأنَّه يطعن عليه-، فقال له أبو خَيْثَمة: ليس هو بحجة، كل من تركته أنت ينبغي أن يُتْرَكَ؟ ! أمَّا روح بن عُبَادَة فقد جاز حديثه، الشأن فيمن بقي. قال جدي: وأحسب أن عفَّانًا لو كان عِنْدَهُ حُجَّة ممَّا يُسقط بها رَوْح بن عُبَادَة لاحتجَّ بها في ذلك الوَقْت، ولم أسمع في روح بن عُبَادَة شيئًا أشد عندي من شئ دُفِع إلى محمد بن إسماعيل صاحبنا كتابًا بخطه نَسَخْتُ منه، فكان فيه: ثنا عفَّان، حدَّثني غلام من أصحاب الحديث يقال له: عُمَارة الصَّيْرَفي، أنَّه كان يُكْتَبُ عن روح بن عُبَادَة هو وعلي بن المَدِيني، فحدثهم بشيء عن شُعْبَة عن منصور عن إبراهيم، قال: فقلت له: هذا عن الحكم؟ فقال روح لعلي بن المَدِيني: ما تقول؟ قال: صَدَق، هو عن الحكم. قال: فأخذ روحٌ قَلَمًا فمَحَى منصورًا وكتب الحكم.
قال عفَّان: فسألت عليّ بن المَدِيني وعمارة معي؟ فقال: صدق، قد
(١) كذا وقع في النسخ، وضبب عليها ناسخ (ث) ليبين أنَّه هكذا وقع في أصله. وصوابه: فلم تركناه، كما في "تاريخ بغداد" (٩/ ٣٨٧) ونقله المزي على الصَّواب، وقد نبه الناسخ المذكور في حاشية نسخته على ما وقع في "التهذيب".