عبد الله، حدَّثني إبراهيم بن سَعْد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب قال: ما بقي أحدٌ أعلم بكلِّ قضاء قضاه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكلِّ قضاء قضاه أبو بكر، وكل قَضَاء قضاه عُمر، قال أبي: وأحسبه قال: وكل قضاء قضاه عثمان منِّي.
قال عليّ بن المَدِيني: لا أعلم في التابعين أحدًا أوسع علمًا من سعيد ابن المسيّب، نظرت فيما روى عنه الزُّهريُّ، وقتادة، ويحيي بن سعيد، وعبد الرحمن بن حَرْمَلة، فإذا كلُّ واحد منهم لا يكاد يروي ما يرويه الآخر، ولا يشبهه، فعلمت أن ذلك لسعة عِلْمه، وكثرة روايته، وإذا قال سعيد: مضت السُّنَّة. فحسبك به.
وقال عليّ: وهو عندي أجلُّ التَّابعين.
وقال عثمان الحارثي: قلت لأحمد بن حَنْبَل تقول: أفضل التابعين سعيد بن المسيّب. فقال له رجل: فَعَلْقمة والأَسْوَد؟ فقال: سعيد بن المسيّب، وعَلْقَمة، والأسود.
وقال أبو طالب: قلت لأحمد بن حَنْبَل: سعيد بن المسيّب؟ فقال: ومن مثلُ سعيد بن المسيّب؟ ! ثقة من أهل الخَيْر. قلتُ: سعيد عن عمر حُجَّة؟ قال: هو عندنا حُجة، قد رأى عُمر، وسمع منه، إذا لم يُقبل سعيدٌ عن عمر فمن يُقبل؟ !
وقال أبو زرعة: مديني، إمام.
وقال يحيى بن مَعِين: قد رأى عمر وكان صغيرًا، ثمَّ قال: هاهنا قوم يقولون: إنَّه أصلح بين عليّ وعثمان. وهذا باطل.
وقال يحيى بن مَعِين: مُرسلات سعيد أَحَبُّ إلينا من مرسلات الحسن.
وقال يحيى بن سعيد: كان سعيد بن المسيّب لا يكاد يفتي فتيا،