أخبرنا أبو موسى، أنبأ أبو منصور، أنبأ أحمد بن عليّ الحافظ، أنبأ الحسن بن عليّ الجَوْهَرِيّ، أنبأ طَلْحة بن محمد بن جعفر، أنبأ أبو بكر الصُّولي، ثنا الكُدَيْمي، ثنا عليّ بن المَدِيني قال: خرج سُفْيَان بن عُيَيْنَة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر، فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضَمْرَة بن سَعِيد، وجالس أبا سَعِيد الخُدْرِيّ، وجالست عَمْرو بن دينار، وجالس جابر بن عبد الله، وجالست عبد الله بن دينار، وجالس ابن عمر، وجالست الزُّهْرِيّ، وجالس أنس بن مالك، حتَّى عَدَّ جماعة أن أجالسكم؟ ! فقال له حَدَثٌ في المجلس: أتُنْصِف يا أبا محمد؟ . قال: إن شاء الله. قال: والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أشد من شقائك بنا. فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس:
خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام
مُتْ بداءِ الصمت خيرٌ ... لك من داء الكلام
فسأل: من الحدث؟ فقيل: يحيى بن أكثم. فقال سُفْيَان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء؛ يعني السلطان.
ورُوِّينا عن أبي يوسف الغسولي قال: دخلت على سُفْيَان بن عُيَيْنَة وبين يديه قرصان من شعير، فقال: يا أبا يوسف، إنهما طعامي منذ أربعين سنة.
أخبرنا محمد بن محمود الطيِّبي الأَصْبَهَانِيّ، أنبأ زاهر بن طاهر قال: سمعت الإِمام أبا القاسم محمد بن القاسم الصَّفَّار يقول: سمعت محمد ابن يوسف بن الفَضْل يقول: سمعت محمد بن جعفر البَغْدَادِيّ الحافظ يقول: سمعت محمد بن جعفر الخرائطي يقول: سمعت العبَّاس التَّرْقُفي